روائع مختارة | روضة الدعاة | الدعاة.. أئمة وأعلام | ابن حجر العسقلاني...

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > الدعاة.. أئمة وأعلام > ابن حجر العسقلاني...


  ابن حجر العسقلاني...
     عدد مرات المشاهدة: 3268        عدد مرات الإرسال: 0

* أمير المؤمنين في الحديث.

هو شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر بن أحمد العسقلاني الكناني، الكناني القبيلة، العسقلاني الأصل، الشافعي المذهب، المصري المولد، 773هـ-852هـ، الملقب بـ أمير المؤمنين في الحديث.

¤ المــولد والنشــأة:

ولد المحدث ابن حجر العسقلاني، في مدينة القاهرة في 23 شعبان سنة 773 هـ، وهو من عائلة فلسطينية الأصل، من قبيلة كنانة بن خزيمة من مضر، كانت تسكن مدينة عسقلان، وهاجرت إلى مصر قبل أن يولد هناك، وكان والده عالماً أديباً ثرياً، وأراد لابنه أن ينشأ نشأة علمية أدبية، إلا إنه توفي ولم يزل أحمد طفلاً، فكفله أحد أقارب والده زكي الدين الخروبي كبير تجار الكارم في مصر، فرعاه الرعاية الكاملة، وأدخله الكتاب فظهر نبوغه المبكر، فقد أتم حفظ القرآن الكريم وهو ابن اثنتي عشرة سنة، ووُصف بأنه كان لا يقرأ شيئاً إلا انطبع في ذهنه.

¤ رحلاته في طلب العلم:

رحل إلى مكة سنة 785 هـ، وأقام بها سنة ودرس خلالها الحديث على يد الشيخ عبد الله بن سليمان النشاوري، وقد قرأ عليه صحيح البخاري، وسمع في مكة من الشيخ جمال الدين بن ظهيرة.

ورحل من مكة إلى مصر عائداً، فداوم على دراسة الحديث الشريف، على يد الحافظ عبد الرحيم العراقي، وتلقى الفقه الشافعي، من الشيخ ابن الملقن والعز بن جماعة وعليه درس الأصول كالمنهاج وجمع الجوامع وشرح المختصر والمطول، ثم رحل إلى بلاد الشام والحجاز واليمن ومكة، وما بين هذه النواحي.

أقام في فلسطين وتنقل في مدنها، يسمع من علمائها ويتعلم منهم، ففي غزة سمع من أحمد بن محمد الخليلي، وفي بيت المقدس سمع من شمس الدين القلقشندي، وفي الرملة سمع من أحمد ابن محمد الأيكي، وفي الخليل سمع من صالح بن خليل بن سالم، وبالجملة فقد تلقى ابن حجر مختلف العلوم عن جماعة من العلماء، كل واحد كان رأساً في فنه كالقراءات والحديث واللغة والفقه والأصول، ويذكر عن شيخه العز بن جماعة أنه قال: أقرأ في خمسة عشر علماً لا يعرف علماء عصري أسماءها.

¤ مكانته بين أهل عصره:

تفرد ابن حجر من بين أهل عصره، في علم الحديث مطالعة وقراءة وتصنيفاً وإفتاءً، حتى شهد له بالحفظ والإتقان، القريب والبعيد والعدو والصديق، حتى كان إطلاق لفظ الحافظ عليه كلمة إجماع بين العلماء، وقد رحل إليه الطلبة من الأقطار، وطارت مؤلفاته في حياته وإنتشرت في البلاد، وتكاتب الملوك من قطر إلى قطر في شأنها، وكانت له اليد الطولى في الشعر، وله ديوان شعر متوسط الحجم مطبوع.

وقال السخاوي: شهد له شيخه العراقي، بأنه أعلم أصحابه بالحديث، وقال السيوطي: إمام هذا الفن للمقتدين، ومقدم عساكر المحدثين، وأعظم الشهود والحكام في بابي التعديل والتجريح.

¤ الوظائف التي شغلها:

شغل ابن حجر الكثير من الوظائف المهمة، في الإدارة المملوكية المصرية، مما هيأ له الوقوف على مجريات السياسة المصرية ودخائلها آنذاك، ومكّنه من الاتصال المباشر بالمصادر الأولى لأحداث عصره.

تولى ابن حجر الإفتاء، واشتغل في دار العدل، وكان قاضي قضاة الشافعية، وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، وإشتغل به، ولم يكن يصرفه عنه شيء، حتى أيام توليه القضاء والإفتاء وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده، من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية، ومدرسة جمال الدين الاستادار في القاهرة، وجمال الدين هذا من أهالي البيرة، قرب رام الله في فلسطين.

¤ أهـم مـؤلفاته:

له مؤلفات وتصانيف كثيرة، زادت على مئة وخمسين مصنفاً، في مجموعة من العلوم المهمة، أشهرها وأهمها:

ـ مخطوطة من كتاب تسديد القوس مختصر مسند الفردوس بخط مؤلفه ابن حجر العسقلاني.

ـ فتح الباري شرح صحيح البخاري -خمسة عشر مجلداً-، ومكث ابن حجر في تأليفه عشرين سنة، ولما أتم التأليف، عمل مأدبة ودعا إليها أهل قلعة دمشق، وكان يوماً عظيماً. ويعتبر هذا الكتاب أفضل شرح وأعمّه نفعاً لصحيح البخاري، وتأتي أهمية كتاب ابن حجر، من كونه شرحاً لأصح ما ورد عن رسول الله محمد من حديث، وقد تضمن ذلك الشرح ذكر أحاديث أخرى، وعلق ابن حجر على أسانيدها وناقشها، حتى كان بحق -ديوان السنة النبوية-وكذلك لما تضمنه من فقه وأصول ولغة، ومناقشة للمذاهب والآراء في شتى المعارف الإسلامية، وقد إشتهر هذا الكتاب في عهد صاحبه، حتى قبل أن يتمه، وبلغ شهرته أن الملك شاه رخ بن تيمور ملك الشرق، بعث بكتاب إلى السلطان برسباي، يطلب منه هدايا من جملتها فتح الباري، فجهز له ابن حجر ثلاث مجلدات من أوائله.

ـ الإصابة في تمييز الصحابة، وهو كتاب تراجم ترجم فيه ابن حجر للصحابة، فكان من أهم المصادر في معرفة الصحابة.

ـ تهذيب التهذيب، ومختصره كتاب تقريب التهذيب.

ـ المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، ذكر فيه أحاديث لم يخرجها أصحاب المسانيد الثمانية.

ـ الدراية في تخريج أحاديث الهداية، ويعتبر من كتب التخريج البديعة، وقد خرج فيه الأحاديث الواردة في كتاب الهداية، وهو مرجع فقهي. وغير ذلك من المؤلفات الكثيرة.

¤ وفاته رحمه الله:

توفي في أواخر ذي الحجة سنة 852 هـ، وكان له مشهد لم ير مثله، فيمن حضره من الشيوخ، وشهده أمير المؤمنين والسلطان، وقدم الخليفة للصلاة عليه، وكان ممن حضر الجنازة الشاعر الشهاب المنصوري، فلما وصلوا بالجنازة إلى المصلى أمطرت السماء على نعشه، وقد أفرد تلميذُه السخاوي، ترجمته في كتاب ضخم، سماه -الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر- طُبع في ثلاثة مجلدات بتحقيق إبراهيم باجس عبد المجيد، ونشر في دار ابن حزم ببيروت سنة 1999.

المصدر: موقع رسالة الإسلام.